الحمدلله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم ، أحمده سبحانه وأشكره على ما أولانا من كثير الهبات والنعم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له عظيم الرحمة شديد النقم ، وأشهد أن محمداً عبدالله ورسوله أوتي جوامع الكَلِمْ فبلغ عن ربه شريعته بأفصح لسان وهدى وعلم فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .أما بعد:
احبتي نحتفل اليوم جميعا بدكرى عزيزة وغالية علينا الا وهي دكرى يوم العلم تخليدا لذكرى وفاة العلامة المصلح المجدد الشيخ عبد الحميد بن باديس رائد النهضة الجزائرية الحديثة, و يجدر بنا في هذه الذكرى أن نمعن النظر في المسيرة الإصلاحية التي قادها الشيخ بن باديس و رفاقه في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في القرن الماضي يوم كانت الجزائر تحت وطأة الاستعمار الفرنسي, و ألا نمر على هذه المناسبة مرور الكرام بترديد الشعارات و الخطب التي ألفنا سماعها منذ عقود, بل حري بنا, أن نقف مع هذه المناسبة لفهم المنهج الإصلاحي للشيخ عبد الحميد بن باديس و رفاقه المستوحى من هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليس إلا, و أن نجدد العهد و نواصل المسيرة الإصلاحية التي لم تتوقف يوما ما رغم
العقبات و النكسات التي يعرفها المجتمع الجزائري.
فرسالتي هاته الى :
كل معلم ومعلمة أقول إن الإسلام قد رفع من شأنكم وأعلا من قدركم قبل أن يكرمكم البشر أو أن يجعلوا لكم يوماً في السنة ، أمر بتقديركم طوال العمر ولكم في الآخرة الأجر العظيم يقول ربنا جل وعلا:{ يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} ويقول:{.. قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
فكونوا أخواني المعلمين أخواتي المعلمات على يقين أنه كلما تمسكتم بالدين وحرصتم على غرسه في قلوب أبناء المسلمين كلما عرف الناس لكم قدركم وبقدر ما يكون التضييع في القضية الأولى يكون النقص في القضية الثانية .
أقول للمعلمين والمعلمات أنه بلاشك هناك نقص كبير في تقدير مكانة المعلم في المجتمع حتى أصبح الطلاب يتطاولون على أستاذتهم ويعينهم على ذلك مع الأسف عوامل كثيرة من داخل الاسرة التربوية ومن المجتمع كدلك فنجد كدلك ضعف التربية وسوء الأدب من قبل البيت للأولاد فتجد ذلك الأب الذي ما أن يأتيه الإبن شاكياً من معلمه إلا قام لنصرته نصرة جاهلية وقد يتطاول ويهدد المعلم أمام الطالب مما يسقط هيبة ذلك المدرس من عين الطالب.
ثانيا لابد ان ندرك أنه ليس كل من تخرج من الجامعة ذكراً كان أو أنثى يصلح لأن يكون معلماً يُستأمن على عقول أبناء المسلمين فلابد من وضع ضوابط لقبول المتقدمين لهذه المهمة الخطيرة لاسيما وأن الحاجة الماسة قد بدأت تضيق فلابد أن ننتقل من مرحلة التركيز على الكم للتركيز على الكيف وبالذات في الجانب الأخلاقي والسلوكي بجوار الجانب العالمي،
ثالثا أقول للأباء والأمهات لابد من تربية الأولاد على احترام المعلم والمعلمة لأنهم إذا لم ينشأوا على هذا الأدب قد ينسحب عليكم حتى لايعرفوا لكم أنتم غداً قدراً ، والمعلم والمعلمة إنما هم معينون لكم في العملية التربوية للأولاد فإذا أسقطتم هيبتهم من قلوب الأبناء ضاع منكم أكثر من نصف العملية التربوية مما يستدعي أن تبدلوا جهداً مضاعفاً وقد لاتستطيعوا سد الثغرة التربوية لدى الأبناء التي حصلت بسببكم