قصة الميلاد الجديد بعد ال30 سنة

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين ، سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وأسعد الله جميع اوقاتكم، أسأل الله عز وجل أن يجمعنا دائما على الخير والهدى والطاعة في هذه الدار،وان يجمعنا في الآخرة في الجنة دار القرار، وأباءنا وأمهاتنا وأخواننا وأخواتنا وزوجاتنا وذرياتنا وجميع إخواننا المسلمين وبعد.
من هو الذي أعتز لموته العرش؟
وعرش من ؟
ولماذا إهتز ؟
أسئلة ملحة في هذه المحاضرة ، عل الله أن يفتح علي لاجيب عنها.
أما العرش فعرش من على العرش إستوى،عرش من يقول عن نفسه ((فعال لما يريد)) عرش من يقول ((والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لايعلمون)) عرش من يقول ((كل يوم هو في شان)) عرش من يقول عن نفسه ((هل تعلم له سميا)) عرش من يقول: ياعبادي لوأن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته مانقص ذلك مما عندي إلاكما ينقص المخيط إذا أدخل البحر
عرش من إذا ؟ عرش الله الواحد الاحد ، سمى عرشه عظيم، وكريم، ومجيب، ومجيد . لكن أتوقف هنا هنا عن عظمة هذا العرش في حديث واحد ، ان السماوات السبع، ماهي بالنسبة للعرش إلا كسبعة دراهم ألقيت في ردم ،إي في ثوب ، فانظر إلى عظمة هذا العرش وقوته، ومكانته، وفخامته، وجبروته ،ومع ذلك إهتز لموت إنسان من الناس ..
من هو؟ هو صاحبنا في هذه المادة، نشهد الله على محبته ،ولماذا إخترناه لان الظرف الحالي والساعة الساخنة تذكرنا به في صراعنا مع اليهود مع الصهاينة، فهو عدو اليهود الاول من الصحابة ، ومات بعد ان حكم فيهم بالحكم الذي أقره الواحد الاحد من فوق سبع سماوات ،إنه الصحابي: أبوعمر سعد بن معـــاد رضي الله عنه.
يقول حسان:
ومأهتز عرش الله من موت هالك سمعنا به إلا لسعد أبي عمـر
عمره في الإسلام سبع سنوات ، فيامن عاش في الإسلام سبعين سنة ، وخمسين وأربعين وثلاثين ماذا قدمت؟
أعطنا دفترك ودواوينك ، وماهي محصلاتك ومعطياتك عنها لهذا الذين؟ وماهو بذلك وعطاؤك؟ فسعـد عاش للإسلام سبعا هي عند الله خير من سبعة قرون ، دفعها بروحه ، بدمه ، بصدقه حتى أهتز له عرش الله وشيعه سبعون ألف ملكا لما مات.
لعمرك من رزية فقد مال ولاشاة تموت ولابعير
ولكن الرزية فقد شهم يموت بموت بشر كثير
قصـة إسلامــه عجيبة ، هو من اهل المدينة ، هو سيد الانصار أوسي أشهلي إسمه أبوعمر سعد بن معاذ.
أرسل محمد عليه الصلاة والسلام ،مصعب بن عمير سفيـرا للإسلام ، وهو أول رسول للإسلام يقرا القرءان ويدعوا إلى لاإله إلا الله محمدا رسول الله ، فوصل مصعب إلى قبيلة بنو الأشهل ، وأخد يرتل القرءان بصوته الشجي قتقبل القلوب عليه ، والقرءان له جبروت على النفوس ، لمن كان له قلب، من عنده روح، من عنده نفس وثابة،أما الجثث الهامدة ، اما الأرواح المندسة ذات الطباع الذنيئة فلا تفهم القرءان ولاتع القرءان يقول تعالى (( ولوان قرءانا سيرت به الجبال ، أوقطعت به الأرض ،....لكان هذا القرءان بل لله الامر جميعا)).
تلى مصعب القرءان وأقبل الناس يسلمون ، وأتى رجل من القبيلة إلى سعد وقال : أما تكف عنا هذا الرجل إستغوانا، صرف الناس عنا إلى دين الصابي (يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم) ولابد لسعد أن يغار على قبيلته وعشيرته ، ولابد لسعد ان يعارض هذه الفكرة فكرة أن يحول الناس عن دينهم ولوكان ضالا بين عشية وأخرى،
قال سعـد إين هو ؟ (أراد الله عز وجل له خيرا) من يوم قال إين هو بدأت الهداية بدا النور .
قالوا:في بيت أسعد بن زرارة فاخد الحرباء وتوجه إليه ، هم ماعندهم الأنصار رضوان الله عليهم إلا الحرب والسيوف ، قطع الرؤوس وسفك الدماء سواء في الجاهلية أو في الإسلام
يقول حسان يمدحهم:
فإما تعرضوا عنا إعتمرنا وكان الفتح وإنكسف الغطاء
وإلا فأصبروا لجلاد يوما يعز الله فيه من يشاء
وقال الله قد أرسلت جندا هم الانصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم من مهب صباب أوقتال اوهجاء
فنهجوا بالقرافي من هجانا ونضرب حين تختلط الدماء
اخد الحرباء ومشى وكان وسيما جميلا ، مشى كأنه السيف مسلتا ، أو كأنه البدر في كبد السماء وأقترب من مصعب ، وقال : أيها الرجل اتيت تستغوي سفهائنا وأطفالنا وجوارينا ، كف عليك وإلا قتلتك وأشرع الرمح (الحربا)
قال له مصعب صاحب العقل والقلب الذي أهتدى به هدى الله ، وأصبح في قلبه نور الواحد الاحد إينما يدعوا قال لسعد : ضع الحربا وأسمع مااقول ، فإن كان حقا فأقبله ، وإن كان باطلا فرده وأنا أذهب وأنصرف .
قال سعد : انصفت .
( هذا الحق ، هذا المنطق ن هذا الدستور أن تحاكم الناس إلى جدل من الحق ، وبرهان من الدليل ، وحجة قاطعة )
فركز الحرباء وجلس، فاندفع مصعب يقرا ،لكن : من يمنع القرءان ؟
أتمنع السيل إذا هذر وطم وعم؟ ، أتمنع الضوء إذا أخترق السجف؟، أتمنع هذا الحق المعظم، حجة الله البالغة التي تدهدهت منه الجبال واهتزت منه الروابي ؟ لاتستطيع. فوصل القرءان إلى قلب سعد رضي اله عنه ، ثم ذكره مصعب بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم .
قال سعد: أشهد ان لاإله إلا الله وأشهد ان محمدا رسول الله.
قال له مصعب : إذهب إغتسل الآن، يبدأ الإنسان بالإغتسال لانه كان نجسا وثنيا غير نظيف وغير طاهر ،فذهب سعد وأغتسل الآن ولد من جديد ال30 سنة كلها هباء ال 30 سنة أصفارا ال30 سنة لاشيء ،لاعبادة لاذكر لاصلاة لاطهارة لاطاعة لاشئ، هذا هو الميلاد الجديد، لانه لما أغتسل تساقطت كل ذرة من ذرات الشرك من جسمه مع قطرات الماء وتساقطت الذنوب والخطايا فأتى نظيف القلب نظيف الظمير نظيف الروح نظيف الجسم نظيف الثياب فأصبح على ماذا ؟
قال سعد : الآن أذهب فأبلغ دين الله إلى قومي،هو سيد قومه.(وهذا هو واجبك الشرعي أخي القارئ،إذا اتاك الله ريادة في قومك ،أو وزارة أوسيادة اوهيئة أومؤسسة أن تتق الله وان تدعوهم إلى الحق، وان تبين لهم الفضيلة وان تدعوهم إلى الإيمان)
ليس الإسلام الذي مات في ضمائرنا ، الإسلام الذي ذوى في ارواحنا ، الإسلام الذي ماأستطعنا ان ننتصر به كما انتصر صلاح الذين ، وسعد ، وخالد بن الوليد ، لانه أصبح الواحد منا من ضعفه لايصلى الصلاة في جماعة .
وجلجلة الأذان بكل حي ولكن إين صوت من بلال
منائركم علت في كل ساح ومسجدكم من العباد خال
فجمع قومه ، الآن إجتمع بنو عبد الأشهل رضوان الله عليهم قال: أجتمعوا أريدكم لامر هام وخطير ولايبقى منكم رجالا ولانساء ، وهنا تشارك المراة في الدعوة والهجرة ، لان من واجبها أن تحضر مجالس العلم ، يقول تعالى (( فاستجاب لهم إني لاأضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى)) ويقول (( إن المؤمنين والمؤمنات)) النساء شقائق الرجال، فأجتمعوا كلهم.
يقول المعلقين : الآن يلقي اعظم وثيقة في التاريخ:
قال: كيف انا فيكم؟
قالوا : أنت سيدنا وافضلنا.
قال : كيف صدقي فيكم؟
قالوا :ماجربنا عليك كذبا .
قال:أنا ميمونا نقيبا فيكم؟
قالوا: مبارك مند عرفناك.
قال: فإن كلام رجالكم وكلام نساءكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله جميعا، يقول إفعلوا مابدا لكم والله لاأكلم رجالكم ولانساءكم وأنه حرام المكالمة معكم،حتى تؤمنوا بالله ، فصاحوا جميعا رجالا ونساء : أمنا بالله وحده وبرسول الله صلى الله عليه وسلم ، نشهد ان لاإله إلا الله ، ونشهد ان محمدا رسول الله، فتهلل وجهه كانه القمر ليلة ال14 .
ثم وصل الرسول صلى الله عليه وسلم المدينة ، فامتلات نورا وسرورا ،و حبورا ،فخرج الانصار جميعا لملاقاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أتذرون مامشاعر الانصار في أول لحظة ؟
يقول الرواة عن أنس بن مالك رضي الله عنه: والله الذي لاإله إلا هو مارأيت أحدا يبكي من شدة الفرح حتى رأيت الانصار يبكون من شدة الفرح.
أنا لوكنت مكانهم لاأستطيع ان اعبر عن الحدث لاالقصائد تفي ، لاالدواوين ، لا المحاضرات ،لاالإلياذات ، لاالخطب لاالكلمات لاالمقامات لاشيء ، إنما أندفعوا يبكون وهم يرونه يمشي على ناقته.
بسبب هذا الصحابي الجليل : سعد بن معــــــاذ رضي الله عنه.
نفعني الله بما أكتب وبما تقرأون ، اللهم تقبل منا أعمالنا وزدها في ميزان حسناتنا وأغفر لنا زلاتنا وخطايانا إنك على كل شي قدير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
اخوكم : صديق ((لاتنسونا من صالح دعائكم))