بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين والحمد لله رب العالمين وبعد:
يقول الله سبحانه وتعالى: (( ولقد نصركم الله في مواطن كثيرة، ويوم حنين إذ اعجبتكم كثرتكم، فلن تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين،ثم انزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وانزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاؤ الكافرين)). الآية 26.27 من سورة التوبة.
لقد: للتحقيق ، والناصر هو الله ، فالنصر كله من فضل الله.
وفي الآية درس معشر القراء ، انه ليس العيب في الكثرة ، فالكثرة فيها خير إذا كان فيها إصطفاء وتميز،
ومعناه ليس أن الله يذم الكثرة مثل في قوله تعالى: ((كلا أن الإنسان ليطغى ان رءاه أستغنى)).
فلا معناه ان الله يذم الغنى، لكنه يذم الإنسان رؤيته وتكبره وتجبره بهذا الغنى......
نفهم من قوله تعالى : ان الكثرة التي اعجبتم بها مانفعتكم بسبب انكم اعجبتم بها .
-من اعجب بماله كان حتفه في ماله، ومن أعجب بمنصبه كان هلاكه عن طريق هذا المنصب.ومن اعجب ب........كان حتفه بما اعجب به.
فلا تعجب الا بما اوصلك إلى الله تعالى .
ومن الآية الكريمة فوائد:
01-الإعتماد على الواحد الاحد وتفويض الامر إليه في الازمات،
02-كثرة الامم وإحتشادهم وكثرة عدتهم وعتادهم ليس هو النصر لهم ولامعناه،وليس أن قلتنا وضعفنا معناه الهزيمة..فإذا كان الله معنا فنحن اقوى الناس ،فالواجب علينا أن نعتمد على الله الواحد الأحد ،فإذا كثر علينا العالم الغربي نقول : حسبنـــــــــــــــا الله ونعم الوكيــــــــــــــــــــــــــــــــــل.
قال جل من قائل
(الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم ،فزادهم إيمانا وقالو حسبنا الله ونعم الوكيل،فأنقلبوا بنعمة من الله وفضلا لم يمسسهم سوء......)) صدق الله العظيم.
--هذا جزاء هذه الاعمال :
-من قال : حسبنا الله ونعم الوكيل :إنقلب بنعمة من الله وفضلا لم يمسسه سوء.
-ومن قال :أفوض أمري إلى الله: وقاه الله سيئات من مكر به.
-ومن قال:إنا لله وإنا إليه راجعون:أوليك عليهم صلوات م ربهم ورحمة وأوليك هم المهتدون.
-ومن قال :لاإله إلاالله: كتب الله له عزا ، وأورثه مكانة وقومه في مقام الصابرين الصادقين.
-ومن قال :لاحول ولاقوة إلأبالهب العلي العظيم: شرح بها البال،وأرضي بها ذا الجلال ، وفتحت بها الأقفال ، وحملت بها الأثقال ،وكوبدت بها الاهوال.
-ومن اكثر من الإستغفار : جعل الله له من كل هم فرجا ، ومن كل ضيق مخرجا ،ورزقه من حيث لايحتسب.
-ومن أكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم : غفر الله له ذنبه ، وستر عيبه ،وقضى دينه ،وأصلح من سريرته،وشافاه من كل ألم،وعافاه من كل سقم .
هذا جزاء هذه الأعمال ،فالصحابة رضوان الله عليهم كلما ضاقت عليهم الضوائق وأشتدت عليهم الكربات قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
قال إبن عباس رضي الله عنه ،في صحيح البخاري : (( حسبنا الله ونعم الوكيل ،قالها سيدنا إبراهيم شيخ التوحيد ، لما ألقي في النار ،وهو في الهواء جاءه جبريل عليه السلام في لحظة ،فقال له جبريل :ياإبراهيم ألك إلي حاجة ؟ معناه أأساعدك واخلصك من محنتك ؟ فقال سيدنا إبراهيم: اما إليك فلا واما إلى الله فنعم . حسبي الله ونعم الوكيل،. حسبي الله ونعم الوكيل. حسبي الله ونعم الوكيل.
فقال تعالى : يانارا كوني بردا سلاما على إبراهيم...............
فألـــــــــزم يديـك بحبل الله معتصــم فإنه الركـــــــــتن إن خانتك أركــــــــــان
إذا ضهدك الدين ، فقل حسبنا الله ونعم الوكيل يقضى.
إذا زارك السقم ، فقل حسبنا لله ونعم الوكيل تصح.
إذا إدخلت في الحبس فقل حسبنا لله يفرج عنك.
إذا ضاقت عليك الضوائق وسدت امامك لأبواب فقل حسبنا الله ونعم الوكيل يفرج عنك، فلا اجــــــــــــــل ولا أعظــــــــــــــــم منه جـــــــــــــــــل في عــــــــــــــــــــــــلاه.
وفيه بارك الله فيكم ، تفاهة الدنيا وانها ليست مطلب لاهل الأيمان ،نحن نعلم ان هناك أعداد هائلة من الناس يطلبون الدنيا وأنهم يتهالكون عليها كأمثالنا،وفيهم من الهلع والطمع،بل بعضهم إذا خسر 10 دينار أو 100 دينار ، ربما ندم وربما درفت عيناه ، لكن إذا فاتته صلاة الفجر جماعـــــة مايتحرك فيه أنملة مثل ( الثور)،ولايجزع ولايخاف من خسارة حب الواحد الاحد.
من يهن يسهل الهوان عليه مالجرح بميت إيلام.
يقول الإمام إبن القيم :
إذا أصيب في دنياه يستخدم أنواع الإنكار الثلاثة : إنكار بالقلب ، وإنكار باللسان ،وإنكار باليد.
مثلا : إذا صدمت سيارته ينزل ب (المطرق) يقول والله انا إبن الحسب والنسب والله إما آخد حقي اليوم ، وإلا تقطع الرؤوس ، لكن في الدين يقول
الله يحفظ دينه، اللي يصلي يصلي ، واللي يسكر يسكر ، واللي يصوم يصوم.........؟ يقول الذين محفوظ يا إخوة من الله ، يقول لا تتدخل فيما لايعنيك ، ...) فهذا عند المتأخرين منطق أعوج ، لكن بالله حاول ان تاخد من أرضه مترا أوشبرا يصب دمـــــــــــه شجاعة وإقداما............................................................
أخوكم : صديق
لاتنسونا من صالح دعائكم.