نفحات ايمانية

جدد إيمانك
أحمد الله رب العالمين حمد عباده الشاكرين الذاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله صلاتا وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
ثم أما بعد .. أحبتي في الله.. أحييكم جميعا بتحية الإسلام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، طبتم وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة مقعدا إن شاء الله رب العالمين.فهنيئا لمن يقدم خيرا لهذه الأمة، وبوركت أيادي تتخذ قرارات لصالح الدعوة، أسأل الله سبحانه وتعالى تنبيه الغافل وتذكير العاقل؛ فمهما وصل الإنسان منا إلى درجة معينة فهو يحتاج دائما إلى من يذكر، ولقد رأينا حبيبنا صلى الله عليه وسلم يطلب من ابن مسعود أن يقرأ عليه من القرآن، وسبحان الله العظيم! وابن مسعود يتعجب ويقول: كيف أقرأ وعليك قد نزل يا رسول الله، فيقول عليه الصلاة والسلام: أريد أن أسمعه من غيري، هذا يعني مدلولا عجيبا من الصادق المعصوم.. أن اجعل أحدا يذكرك بالله عز وجل.
عمر رضي الله عنه الذي جعل الخوف له خطان من كثرة الدموع والبكاء خوفا من الله كان يمسك بيدي أبي موسى الأشعري.. يا أبا موسى تعالى لنؤمن ساعة وفي رواية تعالى ذكرنا بالله؛ فهذا دليل على أن الإنسان يحتاج إلى مذكر،ومع قضية تجديد الإيمان نعيش في وصية عجيبة وغريبة، وفي نفس الوقت سهلة الحفظ وأريد بعد المحاضرة أن تكتبها وتجعلها إن شاء الله حكمة لك.
دخل الحسن البصري على جعفر الصادق وقال له: يا إمام أوصني.. ويتعجب الإنسان أن رجلا كالحسن يريد وصية ولابد أن يوصي الإنسان أخاه لأن هذا تحقيق لكلام الله عز وجل: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }
ثم ماذا صنعوا؟ {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) } هذا التواصي يذكر بعضنا بعضا قال له يا إمام أوصني قال له: ( يا حسن أطع من أحسن إليك فإن لم تطعه فلا تعصي له أمرا.. وإن لم تطعه وعصيت أمره فلا تأكل من رزقه.. وإن لم تطعه وعصيت أمره وأكلت من رزقه فلا تسكن داره.. وإن لم تطعه وعصيت أمره وأكلت من رزقه وسكنت داره فأعد له جوابا وليكن صوبا[/b]